فضاء حر

التحريض على تعز بلسان تعز نفسها !

يمنات
لم يعد مستورا ان الاصلاح اليوم وبعد سقوط الفرقة الاولى مدرع يتصدر عملية التحريض مناطقيا وعنصريا ضد بقية اليمنيين تحت غطاء تمدد الحوثية وضد ابناء المحافظات الشمالية تحديدا ولكن باسم ابناء تعز او على لسان بعض ابنائها في الغالب الاعم !.
و لكن السؤال هو هل يعي الجميع بان الاصلاح المهزوم سياسيا ومن يشاركونه هذه اللغة المنحطة وطنيا ودينيا يحرضون –ب وعي وبنفس الدرجة تقريبا وبدافع انتقامي ايضا- بقية ابناء اليمن ضد ابناء تعز – و لو من باب لكل فعل رد فعل – خصوصا والجميع يدرك جيدا بأن ابناء تعز بالذات ليسوا في تعز الجغرافيا وحسب بل في تعز اليمن وفي كل جغرافية الوطن عموما، و ان كان هذا هو حال كل اليمنيين ايضا سواء بالنسبة لتعز او بالنسبة لغير تعز وان بدرجات متفاوتة.
و هنا تكمن خطورة التحريض العنصري ضد من يسميهم الخطاب الاصلاحي – الذي لم يعد مواربا بل صريحا وصارخا- بأبناء “مطلع” تارة و ب”الشيعة” الروافض تارة اخرى.
ايها المثيرون للكراهية بين اليمنيين: كفوا عن اللعب بنار الفتنة المناطقية والعنصرية لأنكم اول من سيحترق بنارها ان اشتعلت كما تريدون وكما تعملون في سبيلها ليل نار.
كثير من الاصلاحيين اليوم يعتقدون بان خروجهم من السلطة ومن وعي الناس بعد سقوط الفرقة بل وبعد فشلهم المريع في الحكم خلال ثلاث سنوات من العزلة والاستحواذ يمكن تعويضه بإحياء المناطقية تارة واثارة الحساسيات المذهبية “والطائفية” تارة اخرى، دون ادراك بان التعويض طائفيا عن الهزيمة السياسية هو الاخر وهم كبير وربما اكثر اوهامهم التي عاشوها من قبل.
العمل الحثيث على صناعة سنة و شيعة في اليمن عبر اثارة الكراهية بين الناس والمناطق والجهات ونبش جروح التاريخ و الامراض الغرائزية والتي كانت قد بدأت بالاقلمة الصراعية عمل عبثي وخطير في نفس الوقت واكثر ما هو خطير على من يعمل له فضلا عن من يعمل اجيرا فيه!
و حتى يكون الحديث صريحا وبلا مواربة او غموض اتوجه بالخطاب الى الاصلاح شخصيا والى قياداته العاقلة تحديدا واقول: اذا كان هدفكم او هدف بعضكم هو تعويض خسارة السياسية عبر اثارة ورقة الطائفية فدعوني اقول لكم – من الان- انكم لن تعودوا الى السلطة كممثلين ل”السنة” مقابل تمثيل ما تسمونهم بالحوثيين الشيعة داخل السلطة اما لماذا فلسببين بسيطين:
– الاول هو انه لا الدولة ولا السلطة اللتان تسعون الى العودة اليهما -باسم السنة المزعومة- ستكون موجوداتان اصلا اذا ما نجحتم في تحقيق مخطط الاعداء في تقسيم اليمنيين الى مذاهب ومناطق ومحافظات، ذلك ان هذا التقسيم المزعوم لن يكون تقسيما انعزاليا او انكفائيا “اي كل واحد يجلس في محافظته او في اقليمه وما يتدخلش في شئون الاقاليم الأخرى” كما يفهم او يعبر عنه بعض السذج على صفحات الفيس بوك من عناصركم ونشطائكم بل سيكون – والعياذ بالله – تقسيما صراعيا متداخلا ودئما ودمويا ولا حدود له، و بالتالي لن يسمح هذا الصراع الدائم على -الماء والكلاء- لأي من المتصارعين ان يوجد دولته او كنتونه الانعزالي هكذا ببساطة والسلام عليكم ورحمة الله!.
الثاني: انكم اذا ما نجحتم في تطييف اليمن واليمنيين – وهذا صعب بل مستحيل – وان كان هذا هو مخطط الاعداء من الخارج ولاشك انه يحدث كل يوم شروخ باتجاه الصراع والحروب لا باتجاه الطائفية الا انكم في هذه الحالة المتخيلة -رعبا- لن تعودوا الى السلطة كممثلين للاكثيرية السنية” كما تصور لكم ذلك خيالاتكم الوهابية بعد ان خسرتم تمثيل كل اليمنيين بالسياسة والممارسة.
اذ انه وعلى افتراض نجاحكم بإيجاد الطائفة “السنية” في تعز التي لا وجود لها في اليمن مثل ما انه لا وجود للطائفة الشيعية في صنعاء او في صعدة ايضا ففي هذه الحالة لن يمثل كل طائفة من هذه الطوائف المصطنعة سوى الاكثر تطرفا من ابنائها وليس الاقل تطرفا او الاكثر اعتدالا كالاصلاح مثلا، و بالضرورة ليس القومي او الماركسي ابدا ابدا، و هنا يقع البعض في مخطط الاعداء ولكن ضد نفسه وتحت تهريج الخطاب الديماغوجي الغرائزي.
و مع اقرارنا بانكم ايها الاخوان المسلمين “متطرفين ومعتدلين” انتهازيا، و حسب حاجتكم لأي منهما وفي كل مرحلة لها خطاب حتى وصلتم الى المطالبة بالانفصال نفسه في الجنوب، و الذي لم يكن – اي خيار الانفصال- مطروحا في اجندات الجنوبيين اصلا، الا بسبب جرائم الحروب التي خضتموها زعما او دفاعا عن الوحدة، الا ان الاكيد ورغم كل ذلك في طباعكم لن تكونوا وباي حال من الاحوال اكثر تطرفا من الدواعش او من الجماعات السلفية والوهابية التكفيرية الاخرى والتي ستتعامل معكم اذا علا خطاب التحريض، فضلا عن بقية الاحزاب اليسارية والقومية باعتباركم طابورا خامسا في وسط “السنة” او اصحاب العقيدة الصحيحة لأهل السنة والجماعة ولا مصير لكم في هذه الدويلة السنية المزعومة فضلا عن الكفرة من القوميين والعلمانيين والماركسيين سوى القتل ذبحا او القتل رجما!
و اذا كان الحوثي قد وقع معكم على اتفاق السلم والشراكة لتحكموا معا كيمنيين المرحلة الانتقالية وهو الاتفاق الذي اجلتم وبقية المتأمرين تنفيذه مرة بعد مرة فان هذه الجماعات التي تستدعونها ليل نهار بتحريضاتكم المناطقية والمذهبية تحت يافطة التمدد الشيعي الحوثي لن تتعامل معكم – وهي تتمدد سنيا – حتى كطوائف او مناطق بل ككفرة ومنحرفين ولن توقع معكم اتفاقات وزنبليطيات ابدا ابدا وعلى خلافا لذلك ستكون السكاكين والسواطير “وجئناكم بالذبح” هي لغة التعامل الوحيدة معكم ومع الزاعقين معكم من الارانب المستانسة.
ولماذا نذهب بعيد وهو ما يحصل اليوم فعلا في محافظات يمنية اخرى صافية من الحوثيين او لجانه الشعبية بل ومن قبل ان يجود الحوثي في صنعاء او في إب بسنوات طويلة فلماذا يكذب البعض على نفسه بان القاعدة وجدت بسبب وجود الحوثي اليس هذا بحد ذاته تغطية صريحة لتمدد القاعدة ودعمها؟.
يبقي ان اقول انه واذا كان الاصلاح يتوهم كما اسلفنا بان ارتفاع الخطاب الطائفي باسم السنة ضد الشيعة الروافض او مطلع ومنزل او جنوب وشمال يمكن ان يعوضه عن الخسارة الوطنية التي خسرها مؤخرا باعتباره انه سيعود الى الحكم التوافقي ممثلا ل”السنة” مقابل تمثيل الحوثي ل”الشيعة” فان ما يؤسف له ان الاصلاح يستخدم وبصورة متعمدة اصوات و اقلام و تصريحات لشخصيات بعينها ليبدو التحريض وكان الأمر يخص تعز وليس الاصلاح واجنداته المكشوفة وهو ما يمثل تحريضا صريحا ضد ابناء تعز، و بما يظهرهم وكأنهم وحدهم من يمارسون العنصرية ويثيرون الكراهية ضد بقية المحافظات او ضد من يسميهم البعض “هازئا” اصحاب مطلع وهو ما ينبغي ان تتنبه له الاحزاب الوطنية في تعز وفي غير تعز لأنها مستهدفة وستكون مستهدفة اكثر واكثر بهذا الخطاب الفتنوي مرتين، مرة بجر بعض جمهورها باتجاه جماعات التطرف الاصولي الطائفي الارهابي ومرة بالتحريض عليها داخل جمهورها نفسه، و لكن في بقية المحافظات المستهدفة بالتحريض.
و عودة الى تعز الحبيبة التي لها مكانة خاصة في المشروع الوطني الديمقراطي لأسباب وعوامل كثيرة اعيد واكرر كفوا يا اصلاح و يا مرتزقة الاصلاح عن لعبة التحريض على لسان ابناء تعز ضد تعز اولا وضد بقية المحافظات وبقية اليمنيين ثانيا!
وبدلا من ذلك عالجوا هزيمتكم السياسية المدوية التي كنتم وحدكم -وليس خصومكم- السبب الاول فيها ولم يكن لليمن او لليمنيين سببا مباشرا فيها.
فلماذا اذا تتعاملوا معها او معهم بالانتقام والثأر واثارة الكراهية والعنصرية المقيتة كما تعملون اليوم وعلى لسان تعز وان شئتم على لسان اليمن التي هي نفسها تعز وركن هويتها الوطنية الركين!

زر الذهاب إلى الأعلى